Follow Us on Instagram !
خريج الطب العام جامعة بغداد 2002
اختصاص، طب الجملة العصبية بورد عراقي، FIMS 2011
تدريسي في الجامعة العراقية كلية للطب العام.
من أثّر فيك؟
اكيد والدي و والدتي حفظهم الله وهم الداعمين لي في كل مراحل حياتي .
في الجانب العملي والاكاديمي مررنا بأساتذة كبار محترمين في دراستي الأولية كذلك في الدراسات العليا لطب الجملة العصبية وكلهم ذوي كفاءة وخبرة علمية وسريرية عالية.
من أصدقائي الذي اتشرف وأفتخر بصداقتهم وهو صاحب فضل كبير هو اخي وصديقي الاستاذ الدكتور محمد حميد الجميلي جراح دماغ وأعصاب وتدريسي في كلية الطب.
لو كان بإمكانك الحديث مع طبيب أعصاب، من سيكون؟
الأستاذ سعد الوتري، له أثر كبير على مستوى علم الأعصاب فقد قدّم لنا الكثير.
لو كان بإمكانك تكثيف أبحاث مع فريق لدراسة علاج لمرض عصبي، فأي منها سيكون؟
اعتلال الأعصاب الحركية، لأنه مرض له “Grave prognosis” وغالباً يتوفى المريض بعد سنتين إلى ثلاثة من التشخيص.
خصوصاً عندما نتحدث عن “تصلب الأعصاب اللوحي الجانبي” الذي يصيب من هم تحت سن الخمسين، نتأثر بحالة المريض عندما يشكو بأنه ينصهر من هذا المرض بسبب صعوبات التنفس والبلع وتوقف الحركة (الشلل).
لحظة استثنائية تذكرها؟
عندما تخرجت من دراسات البورد، لحظات امتحان البورد مرعبة، تحديداً في الـ Long case،
والامتحان الإكلينيكي السريري، فأي خطأ يحدث سهواً يجعلك تعيد الامتحان بعد ستة أشهر، لكني اجتزته من الدور الأول الحمد لله.وكانت فرحة والدي لا توصف.
لماذا هذا التخصص؟ البعض يراه صعبًا ومرهِقًا؟
لم تكن لديَّ خطة مسبقة لدراسة طب الأعصاب، لكن خلال فترة الإقامة الدورية نشأ لديَّ اهتمام كبير بهذا التخصص، وخاصةً بمرضى الصرع، لأنه أكثر موضوع يثير اهتمامي لإمكانية علاجه والشفاء منه.
كيف نحافظ على أدمغتنا من التلف؟
نحن نستخدم الهواتف والحاسبات بكثافة، والبعض منا لا يدرك عدد الساعات التي يقضي عمله عليها. فهذا الحيز الكبير الذي تأخذه الأجهزة الذكية، وتأثير الموجات غير المؤكد تأثيره حاليًا خصوصًا على الأطفال.فيما يخص الغذاء المفيد للدماغ الجوز (Walnut) و العسل الطبيعي .
متى يكون الأرق غير طبيعي؟
يكون غير طبيعي عندما يؤثر على الحياة، كطلاب يعانون من الأرق نتيجة التوتر من الدراسة والامتحان، بالإضافة للمؤثرات الحياتية، فعندما يؤثر على نوعية الحياة. وطالب الطب العام معرض للاكتئاب والقلق أكثر من غالبية الطلاب.
يكون للبعض نوع من التعود والتكيف على نمط النوم، لكن ليس باستطاعة الجميع ذلك.
على الطالب أن يفكر في طرق قدومه للكلية وسكنه هل هي مريحة ومناسبة؟ ويُطلع عائلته أو يراجع شخصًا مختصًا لأجل هذه المشكلة. مثل المعاون الإداري فقد وصلت الكثير من الإجراءات وتم حلها. هناك جلسات إرشاد نفسي في الكلية، وكنت أستمع لإشكالات الطلاب في فترات الامتحانات، لكن ممن كانت حالته صعبة فاستشارة نفسية تفي بالغرض.
هل ألعاب التركيز والذاكرة حقيقة؟
نعم، فيها جانب مساعد، لكنني ضد العزلة التي تنتج بسبب الاندماج في الألعاب الإلكترونية،فالحيز الاجتماعي والتواصل الحي مهم خصوصًا للأطفال، وليس فقط مع العائلة بل المجتمع ككل. فأظن أن هذه هي الجزئية الأهم.
هل تؤمن بقدرة التأمل العلاجية؟
نعم، يستخدم الطب التقليدي التأمل في بعض الحالات العصبية مثل الصرع.
لكثير من الأمراض العصبية عارض مشترك، كيف نقلل صعوبة الأمر ناحية الدراسة؟
طب الأعصاب مادة معقدة خصوصًا عند ربط الأفكار والتذكر. لذلك أخذ تأريخ مرضي هو أهم خطوة لتسهيل الأمر، فهو يشخص تقريبًا 70% من الحالة.
الفكرة ليست أن يتخرج طالب الطب بدرجة طبيب أعصاب، لكن جميع الطلاب سيقابلون حالات مرضية عصبية، ليس عليهم تشخيص المرض بدقة لكن التفكير في الحالات الممكنة.
The important thing to do is the proper referral, to know if this illness signs may indicate grave prognosis or not. Here you did your job.
المواضيع مثل (stroke, headache, epilepsy) هي التي تحظى بتفاصيل أكثر.
أخطاء يقوم بها الطلاب في الروتات؟
يتجنب الكثير أخذ التأريخ المرضي، وينتظرون انتهاء النقاش في الروتة بسرعة ومغادرة التدريسي، وهذا سيخلق معضلة فيما بعد. على الطالب كسر حاجز الخوف هذا، وليس فقط أخذ التأريخ المرضي بل تقديمه ومناقشته.
تحدٍّ واجهته في التخصص؟
شحة التحاليل والدراسات الجينية، التحاليل المناعية عادةً تكون مكلفة.
مقولة:
ازرع الخير في كل أرض تطؤها قدماك.
رسالة لمن يريد الدخول في هذا التخصص:
تتطور الدراسات من ناحية التشخيص والعلاجات المتاحة، مثلاً، مرض Primary Progressive Multiple Sclerosis، مرض كنت أقرأ عنه قبل سنوات قليلة وكان بدون علاج يُذكر، والآن توفرت له علاجات، فهو مجال معقد لكن في تطور.
كونك طالب طب قد تكون احد هؤلاء العلماء في ابتكار طريقة تشخيص او علاج ينقذ العديد من المرضى حول العالم .
رسالتك للطلاب؟
أتمنى أن يكون دخولهم في الطب لهدف، وأن يكون هناك اهتمام وشغف أكثر. وعندما يكون هناك مريض، يكون هناك تعلم وأخذ تأريخ مرضي وفحص بصورة صحيحة. قيمة هذه المعلومات ستكون واضحة بعد التخرج.
المقدمة
“How you think, how you act, and how you feel is your personality, and your personality is your personal reality. To change one, you have to change the latter first. Start with the former first. Start with your thoughts.” – Dr. Joe Dispenza
كثيرًا ما نجد أنفسنا محاصرين في دوائر من الخوف والقلق والمعتقدات المقيِّدة دون أن ندرك مصدرها الحقيقيّ. هذه الأنماط غالبًا ما تكون نتيجة برمجة عقليّة عميقة، وربما موروثة عبر الأجيال. ولكن من خلال فهم كيفية عمل العقل والجسد، يمكننا كسر هذه القيود وصياغة حياة تفيض بالنجاح والوفرة.
يعمل العقل اللاواعي كـ “Operating System” مخفيّ يتحكم في تصرفاتنا دون إدراك مباشر. هذه البرمجة تتشكل في سنوات الطفولة الأولى من خلال العائلة، المجتمع، والتجارب الحياتية، مما يحدد كيف نرى العالم ونفسر الأحداث من حولنا.
دور الصدمات (Trauma) في تشكيل العقل اللاواعي
“ما لا نواجهه داخلنا، سيظهر في حياتنا كقدر محتوم.” – كارل يونغ
الصدمات، سواء كانت جسديّة أو عاطفيّة، تترك بصماتها في العقل اللاواعي. فعلى سبيل المثال، إذا تعرض شخص للخيانة في علاقة سابقة، فقد يصبح لديه خوف غير واعٍ من الحب، مما يدفعه إلى self-sabotaging (تدمير الذات) في العلاقات المستقبليّة دون قصد.
علم التخلق (Epigenetics): كيف نرث البرامج العقليّة؟
إنّ علم Epigentic هو المجال الذي يدرس كيف يمكن للبيئة والتجارب أن تؤثر على تعبير الجينات دون تغيير في تسلسل الـDNA نفسه. وهذا يعني أن الخوف، القلق، وحتى بعض العادات، قد تنتقل عبر الأجيال دون وعي منا.
“الآلام التي لم تُشفَ ستستمر عبر الأجيال حتى
يكون هناك شخص مستعد لرؤيتها ومعالجتها.”
١. الوعي والمراقبة الذاتية (Self-Awareness & Observation)
الخطوة الأولى للتحرر من البرمجة اللاواعية هي “Observe, Don’t Absorb” – أي راقب أفكارك دون أن تتبناها. اسأل نفسك:
• لماذا أعتقد أنني غير قادر على النجاح؟
• من أين أتى هذا الخوف؟
• هل هذا المعتقد يخدمني أم يقيدني؟
٢. التكرار وإنشاء عادات جديدة (Repetition & Habit Formation)
“نحن نصبح ما نكرره.” – جيمس كلير
العقل اللاواعي يتغير عبر Neuroplasticity، وهي قدرة الدماغ على إعادة تشكيل نفسه. لذلك، التكرار هو المفتاح. عندما تستبدل فكرة سلبيّة بأخرى إيجابيّة مرارًا، فإنك تعيد برمجة عقلك تدريجيًّا.
٣. التخيل وإعادة تشكيل المشاعر (Visualization & Emotional Rewiring)
الدماغ لا يفرق بين تجربة حقيقيّة وتجربة متخيلة بقوة. لذا، إذا كنت تتخيل نفسك تحقق النجاح وتعيش حياة مليئة بالوفرة، مع استشعار المشاعر الإيجابية بقوة، فإنك ترسل إشارات جديدة إلى عقلك وجسمك بأن هذه هي الحقيقة، مما يساعدك على جذبها إلى واقعك.
اصنع واقعك الجديد
“عندما تغير طريقة نظرك إلى الأشياء، فإنّ الأشياء التي تنظر إليها تتغير.” – واين داير
البرمجة اللاواعية ليست سجنًا أبديًا، بل يمكن كسرها وتغييرها عبر الوعي، التكرار، والتخيل. التغيير يبدأ بقرار: أن تكون سيد عقلك، لا أسيره.
مصادر :
ما هي لعنة أوندين؟
تنتمي أساسًا إلى الميثولوجيا الأوروبية، وتحديدًا الفولكلور الجرماني (Germanic folklore)، وهي ليست مجرد خرافة… بل تحوّلت من أسطورة رومانسية مظلمة إلى مرض عصبي نادر ومميت.
القصة الأسطورية: “أوندين” هي حورية ماء (nymph) من الفولكلور الأوروبي، وخاصة الأساطير الجرمانية، تزوجت فارسًا بشريًا بعد أن تعهد لها بالحب الأبدي لكنّها اكتشفت لاحقًا أنّه خانها، فغضبت وأطلقت عليه لعنة تقول:
“طالما أنت مستيقظ، ستتنفس…
ولكن عندما تنام، سيتوقف تنفسك.”
وهكذا، مات الفارس في نومه لأنّه لم يعد يستطيع التنفس تلقائيًا.
المرض الحقيقي: Ondine’s Curse واسمه الطبي: Congenital Central Hypoventilation Syndrome (CCHS) أي: متلازمة نقص التهوية المركزي الخَلقي.
ما هو هذا المرض؟
اضطراب نادر جدًا في الجهاز العصبي اللاإرادي. حيث أن المريض يفقد القدرة على التنفس تلقائيًا أثناء النوم ،السبب: خلل جيني، غالبًا في جين اسمه PHOX2B. يظهر عند الرضّع منذ الولادة، أو أحيانًا عند الأطفال والبالغين (أشكال مكتسبة نادرة) حيث لا يستطيع الطفل أن يتنفس أثناء نومه بدون جهاز تنفس اصطناعي.
الإحصاءات العالمية :
1. الانتشار (Prevalence): تُظهر تقديرات مختلفة أن حدوث CCHS يتراوح بين 1 من كل 148,000 إلى 200,000 ولادة حية، بعض الدراسات تقترح أن الانتشار يمكن أن يكون حتى 1:50,000 .
2. عدد الحالات المؤكّدة جينيًا: حتى الآن، تم تشخيص أكثر من 1,000 إلى 3,000 حالة عالمية مؤكدّة بواسطة تحليل طفرة PHOX2B.
3. التوزيع الجغرافي والعرقي: لا فرق واضح بين الذكور والإناث ويمكن أن تحدث في جميع الأعراق.
المرحلة العمرية ذات أعلى نسبة وفيات:
السنة الأولى من العمر (الرضاعة)- حديثو الولادة – 12 شهرًا 35% – 39%
الطفولة المتأخرة (1–10 سنوات) أقل بكثير (حوالي 8–10%)
المراهقة فما بعد نادر جدًا في الحالات المُدارة جيدًا.
لماذا تتركز الوفيات في السنة الأولى؟
1. صعوبة التشخيص المبكر: قد يُظن أن الطفل مصاب بمغص أو ارتجاع أو خمول عابر ويتأخر بدء دعم التنفس المناسب.
2. غياب التهوية الاصطناعية الليلية: عند عدم توفير جهاز تنفس ليلي، يحدث نقص حاد في الأوكسجين أثناء النوم ويمكن أن تحدث الوفاة بصمت خلال النوم.
3.مضاعفات مصاحبة: مثل داء هيرشسبرونغ (Hirschsprung’s Disease)، خاصة عند عدم اكتشافه أو علاجه جراحيًا.
4. عدوى الجهاز التنفسي أو فشل تنفسي مفاجئ.
الأعراض:
• توقف التنفس أثناء النوم (sleep apnea).
• نقص الأوكسجين في الدم.
• لا تظهر استجابة الجسم المعتادة لنقص الأوكسجين (لا يلهث أو يستيقظ).
• في بعض الحالات: اضطرابات في ضربات القلب، الهضم، والتحكم في الحرارة (لأنّ الجهاز العصبي اللاإرادي كله متأثر).
لا شفاء، لكن هناك:
• دعم تنفسي ليلي (جهاز تهوية اصطناعي).
• زراعة منبّه عصبي (diaphragmatic pacemaker) في بعض الحالات.
• مراقبة مدى الحياة.
لو نام الشخص بدون دعم تنفسي…يموت بصمت ولهذا ارتبطت بالأسطورة المخيفة: “عندما تنام… قد لا تصحو أبدًا.”
الأسطورة تعبّر عن الخيانة والعقوبة لكن الطب يترجمها إلى عطب في الدماغ يفصل الوعي عن وظيفة التنفس التلقائي.
بعد تجاوز مرحلة الطفولة، خاصة عند استخدام جهاز تهوية دائم ومراقبة دقيقة، تنخفض نسبة الوفاة بشكل كبير.
العديد من المرضى يعيشون حتى سن البلوغ مع جودة حياة مقبولة.
مصادر :
مقدمة:
كتاب رسائل من القرآن الكريم للمؤلف أدهم الشرقاوي هو أحد الكتب التي شدت انتباهي حيث أنّ القرآن الكريم مليء بالرسائل والعبر التي يجب علينا معرفتها وتطبيقها في هذه الحياة الدنيا؛ لكي نصل إلى الاستقرار ولكي نصل إلى رضا الله سبحانه وتعالى الذي هو الهدف من حياتنا، حيث قال الله تعالى ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) صدق الله العظيم. وسنتناول مقتطفات من هذا الكتاب في هذه المقالة.
((بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ))
لن ينفعكَ مدحُ المادحين إنْ كانوا قد مدحوك بما ليس فيك، ولن يضرك قدح القادحين إنْ كانوا قد ذموك بما ليس فيك، فمهما بلغ الإنسان من الصلاح فلا بدَّ له من كاره حتى الأنبياء لم يحبهم كل الناس ومهما بلغ الإنسان من الفجور فلا بدَّ له من مُحب حتى فرعون والنمرود كان لديهم من يُحبُونهم.
((وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ))
إنّه الله مَنْ الذي جاءه خائفًا فما أمَّنه؟ ومَنْ الذي جاءه منكسرًا فما رمّمه؟ ومَنْ الذي جاءه مستنجدًا فما نصره؟ ومَنْ الذي جاءه حزينًا فما أسعده؟ تخير أوقات الإجابة وانخِ مطاياك ببابه. أقبل عليه في الثلث الأخير من الليل، فسهام الدعاء بعد القيام لاتخيب، وثق بربك فأنّ الأيادي الفارغة الممتدة إليّه يستحيل أن ترجع إلّا ملأى.
((عَسَىٰ رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ))
أطفئ بهذه الآية حسرتك على كل فرصة ضاعت. ما أخذه الله منك فلحكمةٍ وما تركه لكَ فلِرحمة، فإنْ علمت الحكمة فاشكر، وإن جهلتها فاصبر. أقدار الله كلها خير وإن أوجعتك.
((وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ))
سارعوا لأنّ الموت لا ينتظر، غداً سأتوب وغداً سأتبع حمية غذائيّة يأتي الغد، ولاننّفذ شيئًا مما نويناه. أمّا عن طول الأمل فكلّنا نعتقد أنّ الموت بعيد -بالمناسبة هذا ما كان يعتقده الذين ماتو منذ دقيقة- يقول الصُنابحي: خرجنا من اليمن مهاجرين نريد النبي (صلى الله عليه وسلم)، فلما وصلنا المدينة قيل لنا : مات قبل خمس ليالٍ تأخر خمس ليالٍ حرمهم من شرف الصحبة، فسارعوا فربما تأخُر ساعة قد يحرمكم الجنّة.
((وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ))
إنَّ اللهَ لم يُعْطِ العاصيَ مالًا عن ضعفٍ منه سبحانه! ولم يَحرِمِ الطائعَ المالَ عن فقرٍ منه سبحانه! ولكنَّها دارُ امتحانٍ، واللهُ لا يُعطي إلّا لحكمةٍ، ولا يَمنَعُ إلّا لحكمةٍ، فما كانَ لك سيَصِلُك، ولو وقفَ العالمُ كلُّه ضدَّك.
((فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ))
تصوّر مشهدًا مهيبًا من مشاهد الاستدراج الإلهيّ، حيث يُمهل الله العباد، لا عن ضعف، بل لحكمة، ويمنحهم من أبواب الرزق والنعم ما يشاء، رغم نسيانهم لما ذُكّروا به من أوامر الله ونواهيه.
((فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ)) تعبير بليغ يشير إلى وفرة النعم وشمولها؛ رزقٌ واسع وصحة ومال وجاه ولذّات الدنيا تتساقط عليهم كالمطر. لا لأنّهم يستحقون، بل لأنّ الله يختبرهم، ويستدرجهم وهم لا يشعرون.((حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا)) حين يظنون أنّ هذا النعيم دليل رضا، فيغفلون، ويتوهمون أنّهم في أمان... يتفاجأون.((أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً))فجأة، بلا إنذار، ينقلب كلّ شيء. يُسلب المال، وتُؤخذ الصحة، وتنهار الأحلام، وينهدم البناء على رؤوس أصحابه.((فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ))حينها يصيبهم الإبلاس، والحيرة واليأس، وقد ذُهلوا من شدة المصاب لا يملكون كلمة ولا حيلة.
((إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ))
إيّاكم والشماتة بمصائب الناس، فإنّها من صفات المنافقين، وكونوا كما أمركم الله: أحبّوا الخير للناس كأنّه لكم، واكرهوا لهم الأذى كأنّه يصيبكم.
وقد رُوي عن سَرِيّ السَّقَطِي، وكان من علماء أهل زمانه، قوله: "منذُ ثلاثينَ سنةٍ، وأنا أستغفرُ الله من قولي: (الحمدُ لله)."فقيل له: وكيف ذلك؟
قال: "وقع حريقٌ ببغداد، فخرجتُ أتفقّد دُكّاني، فلقيتُ رجلًا فقال لي: نجا دكّانُك، فقلتُ: الحمدُ لله. ومنذ ذلك الوقت، أنا نادم؛ إذ أردتُ الخير لنفسي دونَ الناس.
وسائل مساعدة علاجية:
الدراسات العلمية أثبتت أنّ ألعاب الفيديو قد تكون وسيلة فعّالة؛ لتخفيف الأعراض الجانبية لبعض العلاجات في مثل حالات علاج السرطان أو فقر الدم المنجليّ عند الأطفال. أظهرت التجارب أنّ تشتيت الانتباه باستخدام ألعاب الفيديو ساعد المرضى على الشعور بغثيان أقل، وانخفاض في ضغط الدم، وحتى تقليل الحاجة إلى المسكنات، مقارنةً بمن طُلب منهم فقط الاسترخاء بدون لعب.
كذلك، تم استخدام ألعاب الفيديو في العلاج الطبيعيّ والمهنيّ، خاصةً لمن يعانون من إصابات في الذراع أو مشاكل في الحركة. ما يميّز الألعاب هنا هو قدرتها على جذب انتباه المريض بعيدًا عن الألم أو الانزعاج، بعكس بعض التمارين التقليدية التي تعتمد على حركات مؤلمة أو غير مريحة. حتى الأطفال المصابون بمشاكل حركية استفادوا من هذه الطريقة في تحسين أدائهم البدنيّ بطريقة ممتعة ومشجعة.
تطبيقات صحيّة:
من التطبيقات المثيرة للاهتمام في المجال الصحيّ، هو استخدام ألعاب الفيديو كوسيلة للمساعدة في إدارة الألم. حيث أنّ درجة التركيز والانشغال التي تتطلبها بعض الألعاب يمكن أن تُقلل من شعور المريض بالألم، خاصة لدى الأطفال. مثلًا في إحدى الحالات تم استخدام لعبة فيديو محمولة مع طفل عمره 8 سنوات كان يعاني من التهاب جلدي وندوب ناتجة عن عبثه المستمر بشفته، وبعد فشل جميع العلاجات السابقة، تم منحه لعبة فيديو لإشغال يديه ومنعه من لمس وجهه، والنتيجة كانت مذهلة، فخلال أسبوعين فقط شُفيت المنطقة المصابة بالكامل.
رغم أنّ ألعاب الفيديو تُعتبر من أكثر وسائل الترفيه انتشارًا حول العالم، إلّا أنّ تأثيراتها – سواء كانت إيجابية أو سلبية – كثيرًا ما يتم تجاهلها أو التقليل من أهميتها. صحيح أنّ البعض يربط بينها وبين الكسل وقلة الحركة، لكنّ الأبحاث الحديثة بدأت تكشف عن فوائد صحيّة نفسية مفاجئة، خصوصًا عندما تُمارَس باعتدال، تحت إشراف ووعي صحي منضبط
فوائد ألعاب الفيديو:
1. تحسين صحة القلب
رغم أنّ ألعاب الفيديو تعتبر نشاطًا خاملًا، لكنّ بعض الألعاب مثل الواقع الافتراضي أو ألعاب الحركة (مثل نينتندو وي) تشجع على الحركة البدنية. هذا النوع من الألعاب يمكن أن يرفع معدل ضربات القلب ويقوي صحة القلب بشكل يشبه التمارين الخفيفة.
2. تعزيز التنسيق بين اليد والعين
الألعاب التي تعتمد على ردود الفعل السريعة تساعد على تحسين التنسيق بين اليد والعين. هذا ينعكس بشكل إيجابيّ على الحياة اليوميّة، مثلا أثناء القيادة أو ممارسة الرياضة.
3. تطوير مهارات حلّ المشكلات
الكثير من الألعاب تتطلب تفكير استراتيجيّ واتخاذ قرارات سريعة، خاصةً الألعاب التي تحتوي على ألغاز أو مغامرات. هذا النوع من التحدي يساعد على تنشيط الذهن وتحسين مهارات التفكير.
4. التواصل الاجتماعيّ وبناء علاقات
بخلاف الصورة النمطية، كثير من الألعاب تساعد على التواصل مع الآخرين من خلال اللعب الجماعيّ أو المجتمعات الإلكترونيّة. وهذا يعزز العلاقات الاجتماعيّة، خصوصًا لمن يعانون من العزلة.
السلبيات المحتملة:
1. خطر الإدمان
الإفراط في اللعب ممكن يؤدي إلى إهمال المسؤوليات والعزلة وحتى مشاكل صحية. من المهم وضع حدود وتوازن بين اللعب والحياة اليومية.
2. قلة الحركة
أغلب الألعاب تتطلب الجلوس لفترات طويلة، وهذا ممكن يؤدي إلى نمط حياة خامل وزيادة خطر السمنة والمشاكل الصحية.
3. تأثير على الصحة النفسية
رغم أنّ الألعاب قد تخفف التوتر، لكنّ الإفراط فيها من الممكن أن يرتبط بالقلق أو الاكتئاب، فمن اللازم أن يكون اللعب وسيلة للراحة وليس سببًا للضغط.
ألعاب الفيديو ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل قد تكون أداة قوية لدعم الصحة النفسية والعقلية والجسدية، إذا تم استخدامها بذكاء وتوازن. ينصح الأطباء والمختصون بدمجها ضمن روتين.
مصادر :
الكندي: عبقري الطب والفلسفة الذي لا يزال العالم يدين له
لماذا يُكرَّم الكندي اليوم؟
في جامعاتنا ومستشفياتنا، نرى اسم "الكندي" يزيّن القاعات والكليات، لكن قليلون يعرفون القصة العبقرية خلف هذا الاسم. يعقوب بن إسحاق الكندي (801–873م) ليس مجرد عالم من الماضي، بل أحد مؤسسي المنهج العلمي التجريبي الذي نعتمده اليوم. فكيف حافظ على مكانته عبر 12 قرنًا؟
الكندي الإنسان والعالم الموسوعي
1. النشأة والعبقرية المبكرة
وُلد في الكوفة لأسرة عريقة (والده كان واليًا)، وظهر نبوغه مبكرًا. انتقل إلى بغداد ، عاصمة العلم آنذاك، حيث أتقن اليونانية والسريانية ليترجم ويحلّل أعمال أرسطو وجالينوس، لكنه لم يكتفِ بالنقل بل أضاف نقدًا وتطويرًا.
2. انجازته في مختلف الاختصاصات
لايخاف على من يسمع بتاريخ انجازات الكندي انه موسوعة في مختلف
المواضيع حيث ساهم في الطب والفلسفة والتشفير والفلك والموسيقى ولم تكن مسهماته بالشكل البسيط وانما كانت مفصلية في كل مجال شارك فيه وسنتطرق لها تباعا.
3. هل حاول الغرب أهماله ؟
رغم أن أوروبا العصور الوسطى اعتمدت على كتبه المترجمة (مثل "رسالة في الأدوية المركبة ")، إلا أن اسمه طُمس تدريجيًا لصالح علماء الغرب الذين بنوا على أعماله، مثل روجر بيكون.
الكندي رائد الصيدلة العلمية:
إسهامه الثوري في الطب
في كتابه "رسالة في تقويم الأدوية"، قدم الكندي مفهومًا غير مسبوق: "الجرعة الدوائية". فقد رأى أن:
- كل دواء له "قوة" (فاعلية) تختلف باختلاف التركيب والكمية.
- يجب قياس تأثير الأدوية على المرضى وتسجيل النتائج (أول بذور التجارب السريرية).
- مزج بين الكيمياء والطب، وحذّر من التداخلات الدوائية، وهو ما نعرفه اليوم بـ "تفاعل الأدوية".
تأثيره على الطب الحديث
- الرازي استند إلى نظرياته في كتاب "الحاوي".
- منهجه في الجرعات ما زال يُدرس في كليات الصيدلة.
- فكرة "العلاج بالموسيقى" تُطبَّق الآن في الطب النفسي.
اثر الكندي على الفلسفة :
يُعتبر الكندي أول فيلسوف حقيقي في الإسلام، حيث أسس تقليدًا فلسفيًا مميزًا جمع بين:
- العقلانية اليونانية
- الوحي الإسلامي
- المنهج العلمي التجريبي
الأسس الفلسفية للكندي:
1. نظرية المعرفة
- ميز بين أربعة أنواع من العقل في رسالته "في العقل":
1. العقل بالفعل (المكتسب)
2. العقل بالقوة (الكامن)
3. العقل المستفاد (المنقول)
4. العقل الظاهر (المتجلي)
- آمن بإمكانية التوفيق بين:
- المعرفة العقلية
- المعرفة النقلية
- المعرفة التجريبية
2. الوجود والكون
- طور نظرية في الفيض مستوحاة من أفلوطين لكنها متوافقة مع الإسلام
- ميز بين:
- الموجود الواجب (الله)
- الموجود الممكن (المخلوقات)
- اعتبر الزمان "مقدار الحركة" متأثرًا بأرسطو
ما زال الكندي يقدم إجابات عن إشكاليات معاصرة مثل:
1. العلاقة بين العلم والدين
2. التوفيق بين العقلانية والروحانية
3. تكامل المعارف الإنسانية
الفلك والفيزياء
- صحح أخطاء بطليموس في حساب حركة الكواكب
- وضع نظرية في الضوء سبقت ابن الهيثم
- قاس محيط الأرض بدقة مذهلة
- اخترع آلات رصد فلكية متطورة
التشفير:
- ابتكر طريقة تحليل التكرارات (أول من استخدم التحليل الإحصائي)
- وضع أساسيات التشفير التي استخدمها الخليفة في مراسلاته
- طور أنظمة الشفرات متعددة الطبقات
- كتابه "في استخراج المعمّى" يعتبر أول مرجع في علم التشفير
الرياضيات والموسيقى
- أدخل الأرقام الهندية إلى العالم العربي
- طور نظرية النسب الموسيقية
- حلل العلاقة بين الرياضيات والموسيقى
- وضع أساسيات السلم الموسيقي الشرقي
"كان الكندي أول من أدرك أن الحكمة هي ضالة المؤمن، يطلبها حيث وجدها" - د. مصطفى النشار
خاتمة: الكندي لم يكن مجرد اسم على جدار جامعة، بل عقلٌ شكّل حضارتنا. إن إنجازاته في الصيدلة وحدها تكفي لتخليد اسمه، لكن الأهم هو منهجه العلمي الذي جمع بين التجربة والتحليل. ربما حان الوقت لنعيد اكتشافه، ليس كتاريخٍ ماضٍ، بل كإلهامٍ لمستقبل العلم.
"لو لم يُترجم الكندي، لظلّت أوروبا في ظلام الفلسفة والطب قرونًا أخرى."
جورج سارتون، مؤرخ العلم.
مصادر :
لطالما كانت أفلام الخيال العلميّ حافلةً بالأفكار التي تتجاوز حدود التصور البشري، ومن أبرزها كانت فكرة “زرع الذكريات”-أي نقل التجارب،والمعتقدات،والمهارات من عقلٍ إلى آخر. ورغم غرابة هذهِ الفكرة،فإنها لم تعد محض خيال؛بل أصبحت محور أبحاثٍ علمية متقدمة تُجرى في مختبرات البحث العلميّ. في السنوات الأخيرة بدأت الدراسات تتوالى؛ لتكشف لنا عن إمكانيات غير تقليديّة في فهم و تعديل بل وحتى نقل الذكريات.
بدأت الأبحاث حول إمكانية زرع الذكريات مع مطلع القرن الواحد والعشرين، حين تبيّن للعلماء أنّ الذاكرة ليست مخزونة في الدماغ كمعلومة ثابتة؛بل تتكوّن من خلال تفاعلات معقدة بين الخلايا العصبية و المشابك،و أنّ الذاكرة ليست مجرد عملية معقدة تنفرد بها مناطق محددة في الدماغ،
من الخيال العلميّ إلى الواقع: دراسات علمية حقيقية
بل هي أيضًا عمليّة يمكن تحفيزها أو حتى تكرارها في ظروف معينة. الدراسات الحديثة تبيّن أن الذاكرة لا تخزن في الدماغ بشكل ثابت، بل هي عملية ديناميكية قابلة للتحوير.هذه الحقيقة فتحت المجال أمام إمكانية إعادة تشكيل الذكريات -ربما نقلها من شخصٍ إلى آخر.في عام 2018، نجح فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا في تجربة لافتة على الحلزونات البحرية، حيث تمكنوا من نقل “ذاكرة شرطية” من حلزون إلى آخر باستخدام تقنيات حديثة في الهندسة الجينية. في هذه التجربة تم استخراج الحمض النووي الريبوزي (RNA) من خلايا الذاكرة لحلزون تعرّض لتجربة شرطية، ثم نُقِلَ هذا ال(RNA)إلى حلزون آخر لم يخُض التجربة.المدهش أنّ الحلزون الثاني أظهر نفس الاستجابة للمنبه الذي تعلمه الحلزون الأول. هذه التجربة، التي كانت قائمة على فرضية أنّ الذاكرة قد تكون مرتبطة بتغيرات جينية أو في مسارات محددة، أثارت العديد من الأسئلة حول إمكانية استنساخ الذاكرة أو نقلها.
وفي تجارب أخرى -أُجريت على الفئران- استخدم العلماء تقنيةً متقدمة تُعرف بالتحكُّم الضوئي العصبي تسمى “optogenetics”، والتي تعتمد على التحكم بالخلايا العصبية باستخدام أشعة ضوئية دقيقة لتحفيز خلايا دماغية مُعيَّنة لدى الفئران.و بهذا الأسلوب تمكَّن الباحثون من "زرع" ذكرياتٍ وهمية في دماغ الفأر، ما جعله يتصرَّف و كأنَّه مرَّ بتجربةٍ لم تحدث فعليًا .حتى لو لم تكن قد مرّت بالتجربة الأصليّة.هذه التجارب أثبتت أن الذاكرة ليست فقط مرنة،بل يمكن صناعتها و تكون قابلة للإعادة في الأدمغة الأخرى إذا تم تحفيز المسارات العصبية بطريقة دقيقة.
هذه النتائج العلميّة لا تقتصر فقط على مجرد إثبات فرضيات الخيال العلميّ، بل تفتح أمامنا آفاقًا جديدة لفهم كيفية تشّكُل الذاكرة في الدماغ البشريّ، وكيفيّة تأثير التفاعلات العصبيّة والوراثيّة في القدرة على تكرار أو نقل الذكريات بين الأفراد.
عندما نتحدث عن الذاكرة في الدماغ، هي ليست مكانًا ثابتًا في الدماغ،بل نتيجة لتفاعل معقّد بين الخلايا العصبية. هذهِ الخلايا تتواصل معًا عبر نقاط تُدعى "المشابك العصبية"،و تتجمّع في مناطق مثل الحُصين (hippocampus)، وهي المنطقة التي تساعدنا على تكوين ذكريات جديدة.
الذاكرة تتشكل عندما تتغير طريقة تواصل هذه الخلايا العصبيّة مع بعضها البعض. هذا التغيير في الاتصال بين الخلايا يُسمى “المرونة المشبكيّة”. ببساطة، عندما نتعلم شيئًا جديدًا أو نمر بتجربة، تصبح هذه الاتصالات بين الخلايا العصبيّة أقوى أو أضعف، مما يساعدنا على تذكر ما تعلمناه.
على سبيل المثال، تعلم عزف آلة موسيقية يعيد تشكيل الاتصالات العصبية لتنسّق بين الحركات و الذاكرة.
بعض الأبحاث الحديثة تحاول تقليد هذه العملية باستخدام تقنيات مثل التحفيز الضوئي أو نقل جزيئات RNA لتعديل الذكريات،وحتى زرعها من دماغ إلى آخر .
ببساطة، الدماغ يعيد ترتيب نفسه باستمرار من خلال تعديل الروابط بين الخلايا العصبيّة، وهذه الروابط هي التي تجعلنا نتذكر الأشياء أو نتعلم أشياء جديدة.
في إطار الأبحاث الطبية الحديثة، برزت تقنيتان واعدتان في التعامل مع ضعف الذاكرة الناتج عن الزهايمر:
1. التحفيز الضوئيّ (Optogenetics):
تعتمد هذه التقنية على استخدام الضوء لتنشيط خلايا عصبيّة محددة، فعند تطبيقها على منطقة الحُصين، يمكن تحسين استجابة الخلايا واسترجاع الذكريات المخزنة مما يسهم في تحسين نوعية حياة المرضى حتى في المراحل المتقدمة من المرض.
2. نقل الحمض النووي الريبي (RNA):
أظهرت الدراسات أن نقل RNA من خلايا عصبيّة تحمل ذاكرة محددة إلى خلايا أخرى يمكن أن ينقل الاستجابة نفسها. يُحتمل أن تسهم هذه الطريقة في استعادة أو تقوية الذاكرة لدى مرضى الزهايمر عبر تعديل النشاط الجينيّ المرتبط بخزن المعلومات العصبيّة.
وبذلك قد فتحت آفاق جديدة لفهم آليات التذكر على المستوى الجزيئيّ والعصبيّ.
زرع الذكريات: أمل جديد في علاج الزهايمر
مرض الزهايمر هو اضطراب تنكسيّ يصيب الجهاز العصبيّ المركزيّ، ويتميز بتدهور تدريجيّ في الخلايا العصبيّة مما يؤدي إلى ضعف الذاكرة والوظائف المعرفيّة. من أبرز أعراضه صعوبة تذكر الأحداث اليوميّة، وضياع المعلومات الحديثة نتيجة تضرر منطقة الحُصين (hippocampus) المسؤولة عن تشكيل واسترجاع الذكريات.
الذاكرة ليست عبئًا دائمًا
برأيي، الإنسان لا يُصنع فقط من اللحظات السعيدة، بل من كل ما مرّ به بما في ذلك الذكريات المؤلمة والتجارب القاسية. أحيانًا تكون الذكرى الحزينة هي التي تدفعنا لننضج، لنتغيّر، أو لنُعيد تشكيل رؤيتنا للحياة. لا أعتقد أنّ هناك نجاحًا حقيقيًا دون فشل، ولا طريقًا للإنجاز يخلو من التعب والخذلان والانتظار الطويل.
فكيف يمكن أن نتخيّل أنّ محو هذه الذكريات المؤلمة سيكون حلًا دائمًا؟ بل ربما نحرم الإنسان من أهم لحظات التعلّم والتشكّل. الذكرى المؤلمة ليست عبئًا يجب التخلص منه دائمًا، بل قد تكون جزءًا من العمق الإنساني الذي لا يمكن استبداله.
حين تصبح الذاكرة زائفة… هل نظل نحن؟
الذاكرة ليست مجرد أرشيف من الصور والأحداث، بل هي نسيج خفيّ نخيط به ملامحنا، ونبني منه إحساسنا بأنفسنا. كل لحظة نتذكّرها تشكّل جزءًا منّا، وكل ألم عشناه علّمنا كيف نصبر، وكيف نكبر؛ لهذا، فإنّ اللعب بالذاكرة ليس مجرد تجربة علميّة، بل اقتراب خطير من جوهر الإنسان ذاته.
قد يكون في زرع الذكريات أملٌ لعلاج الألم، وربما راحة لمن لم يستطع تحمّل ماضيه، لكن في المقابل، علينا أن نسأل: من نكون إذا لم نتذكّر؟ ومن نصبح إذا تخلّينا عن الطريق الذي شكّلنا؟
الذكريات، حتى المؤلمة منها، تمنح لحياتنا عمقًا لا يُعوَّض، وتعلّمنا أن الجمال لا يولد فقط من الراحة، بل أحيانًا من الألم الذي تجاوزناه.
في النهاية، لست ضدّ العلم، بل مفتونة به، لكنّي أؤمن أن ما يجعلنا بشرًا هو هشاشتنا، وصدقنا مع ذكرياتنا لا مثاليتنا المصنوعة.
مصادر :
زينــــــــــــــــــبٌ مــــــــــــــــــــا الأخبــــــــــــــــــارُ
أهــــــــــــــــــواً دَخَلَ الــــــــــــصــــــدرَ ام نارُ
زينــــــبٌ في صــــــــــــــــــبحِ اللا خــــــــــــيرِ
أمــــــــــــــــــرَّ عليــــــكِ ليــــــــــــــــــلٌ أم نهارُ
زينــــــــــــــــــبُ اعــــــــــــــــــذريني أَخَـــــــــــــــيَّة
قَبَّلتي صــــــــــــــــــدري وغــــــدا آثــــــــــــارُ
داســــــــــــــــــته خيــــــــــــــــــولُ أمــــــــــــــــــية
وعلى الثرى الصدرُ والتقبيلُ صاروا
زينــــــــــــبٌ أنا الحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــسين
لرأســــــي لا تنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــظري
لــــــكي لا تبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقَ في العين
ذكــــــــــــــــــــــــــــرياتُ المـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنحرِ
وإن بـــــــــــــــــــــــــــــقَ مــــــــــــني رمــــــــــــــــــــــقٌ
بروحـــــــــــــــــكِ اســــــــــــــــــتشــــــــــــــــعــــــري
وأوصـــــــــــــــــاكِ الـــــــــــعبــــــــــــــــــــــــــــــــــاسُ
دمعكِ لا تُظـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهري
فــــــيــــــزيــــــدُ يبــــــــــــــــــغِ الــــــشــــــمــــــاتــــــة
وأنــــــــــــتِ بــــــنتُ علــــــــــــــــيٍّ فاصــــــــــــبري
شــــــــــــــــــــــــاءَ اللــــــــــــهُ أن سُــــــــــــــــــــــــــــــبيتي
ودخـــــــــــــــــــــــــــــلتي قــــــــــــــــــصرَ يــــــــــــــــــــــــــزيد
وشاءَ اُلله أن خَطَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبتي
وكســــــــــــــــــــــــــــــرتي أنفًـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا عنيد
حفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــظوا آيةً باللســــــــــــــــــــــــانِ
وبـــــــــــــــــــــــــــــهــــــــــــــــــــــــا ذاك يُــــــــــــعــــــــــــــــــيد
فــــــــــجئتي بِكُــــــــــــــــــلِّ القــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرءانِ
وقــــــــــــلبُــــــــــــكِ علــــــــــــيهم شـــــــــــــــــهــــــــــــيد
وتـــــــــــــــــــــــركتِ مــــــــــــــــــا بعــــــــــــد الطــــــــــــفِّ
بصــــــــــــمةً للــــــــــــعــــــــــــمر الــــــــــــشـــــــــــــــريد
فقــــــــــــلــــــــــــتِ "واللهِ لا تمــــــــــــــــــــــــــــــــحــــــــــــو
ذكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرنا "ولا لك ما تريد
"ولن يســـــــــــــــــــــــــــــــــقطَ عنـــــــــــــــــك عارُ
ما فــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعلتَ "ونارك تزيد
فأخرســــتي يزيدَ ومـــــــــــــــــــــــــــــــــن معهُ
وبقوا للــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــغفلةِ عبـــــيد
فلا هاشـــــــــــــــميُّ الا للـــــــــــــــــــــــــــــــــملكِ
وما أمـــــــــــــــــــــــــــــيةٌ الا للـــــــــــــــــــــــــــــــــمكيد
و" مـــــــــــــــــــا رأيتُ الا جمـــــــــــــــــــــــــــــــــيلاً "
فنظرتِ بالــــــــــقلب لا بالعـــــــــــــــــــــــين
وعيـــــــــــــــــــــــــــــــــناكِ تبكي عـــــــــــــــــــــــويلاً
ورفعتـــــــــــــــــــــــني وكلا الكــــــــــــــــــــــــــفينِ
ولــــــــــــــــــــــم يكفني منـــــــــــــــــــــــك تبجيلا
فقد اصبح لـــــــــــــــــــــــك اسمـــــــــــــــــــــــين
زينبٌ كعـــــــــــــــــــــــبةُ الأحــــــــــــــــــــــــــــــــــــزانِ
و روحُ العـــــــــــــــــــــــباسِ والحــــــــــــسين
لا تذكري جســـــــــــــــــــــــمي هـــــــــــــــــــــــزيلاً
لا تذكري مقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــطوع اليدين
اذكري فيـــــــــــــــــــنا أســـــــــــــــــــــــدًا أصيلًا
وارتوِ بذكـــــــــــــــــــــــــــرى الوالـــــــــــــــــــــــدين
فجدُّنا روى قــــــــــــــــــــــــولًا جلـــــــــــــــــــــــيلًا
هذان الحـــــــــــــــــــــــسنِ والـــــــــــــحسين
سيدا شـــــــــــــــــــــــباب أهــــــــــــــل الجنة
وهـــل في الجـــــــــــــــــــــــنة أهل بلا عين
وعين الـــــــــــــــــــــــجنةِ عيـــــــــــــــــــــــــــــــــــناكِ
حرســــــــــــــتِ بها بليلٍ شـــــــــــــــــــــــجين
وإن ما كان بكلامي ســـــــــــــــــــــــــــلواكِ
فنحـــــــــن واللهِ آســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفين
جســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمي طريحٌ من الثرى
فليُرفَع ولــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيُدفنُ
وانسي كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلّ ما جرى
وعليٌّ من البـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكى فليجفنُ
فمن كُثْرِ دمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعٍ سرى
ويلي عليهِ الســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــجادُ
يحمل والــــــــــــــــــــــــــــــــــــده بضناهُ
يخطو خــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــطوةً تنقادُ
حيثُ الخنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــصر أتاهُ
يجمعُ أشـــــــــــــــــــــــــــــــــــلائي وتعادُ
بصدري أشــــــــــــــــــــــواقٌ وله الآهُ
فجعل من جســــــــــــــــمي وسادُ
و نام بحضــــــــــــــني والدَفنُ حناهُ
ورأى وذري تـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزدادُ
فبالحصــــــــــــــيرةِ جمعَ وِذَرَ أباهُ
يوِّنُّ ابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنُ أخيكِ جاثٍ
فوق الصــــــــــــــدرِ فوق النحرِ راثٍ
ينعى أخيكِ ويلعــــــــــــــــــــــــــــنُ عاثٍ
وكأنّي به أتعــــــــــــــــــــــــــــبه جسدي
فالترابُ بالجســــــــــــــدِ صار غاثٍ
وَدَّعَنِي وصرتُ تحــــــــــــــــــــــت التربِ
وذهب وترك عــــــــــــــــــطرًا من زينبِ
وكأنّ آخر ما فيَّ قـــــــــــــــــال لا تنحبي
وعليٌّ بنيَّ ودعـــــــــــــــــــــــــتني كما الأبِ
فشممــــــــــــــتُ فيك من عليٍّ والنبيّ